علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بطونًا من غطفان، المجاورين لخيبر قد تألموا لما لحق بأنصارهم من يهود خيبر وهم أنمار، وبنو ثعلبة، وبنو محارب، فأخذوا يجتمعون، ويستعدون لمهاجمة المدينة، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إليهم في سبعمائة من أصحابه بعدما ولى على المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه وسار حتى وصل إلى "نخل"1 فلقي جمعًا من غطفان، فتوافق الطرفان، ولم يقع قتال بعدما هاب كل طرف الطرف الآخر.
يروي البخاري بسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت الغزوة بـ"ذات الرقاع"، لما كنا نعصب الخرق على أرجلنا2.
ويسمي البعض هذه الغزوة بغزوة الأعاجيب لما ظهر فيها من الآيات العجيبة وخوارق العادات المذهلة.
يروي البخاري بسنده عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا