السيرة وغيرها، فهناك خبر جدير بالتنويه، يرويه ابن سعد (?) عن هشام بن عروة أن أباه أحرق يوم الحرة- يقصد يوم وقعة الحرة المشهورة بين ثوار المدينة وجيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (سنة 63 هـ) - عدة كتب، وقد حزن كثيرا على فقدها فيما بعد، فهذا الخبر يدل على انتشار الكتابة والتأليف في ذلك الوقت المبكر من عهد المسلمين بالتأليف والتدوين العلمي.

وإذا كانت مؤلفات عروة بن الزبير لم تصل إلينا، فقد حفظت لنا المصادر الباقية لدينا، الكثير من المادة العلمية والروايات التي كان مصدرها عروة ففي سيرة ابن إسحاق ومغازي الواقدي وطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري روايات كثيرة عن أحداث سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم ومغازيه عن عروة بن الزبير، وقد توفي رحمه الله تعالى (سنة 94 هـ) (?) .

3- شرحبيل بن سعد:

ثالث الثلاثة في الطبقة الأولى من كتّاب السيرة المدنيين؛ وهو مولى بني خطمة، نشأ في المدينة، وتلقى عن جمع من الصحابة، منهم زيد بن ثابت وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم من كبار الصحابة (?) . وروي عن سفيان بن عيينة أنه لم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه، وبرهن موسى بن عقبة أن شرحبيل دوّن قوائم بأسماء المهاجرين إلى المدينة، وأسماء الرجال الذين اشتركوا في غزوتي بدر وأحد (?) . وقد امتد العمر بشرحبيل، حيث توفي (عام 123 هـ) .

4- وهب بن منبه:

يعتبر وهب بن منبه من رجال الطبقة الأولى من كتّاب المغازي والسير وهو من مواليد اليمن، فقد ولد في قرية تسمى زمار بجوار صنعاء حوالي (سنة 34 هـ) .

وهو من هذه الناحية- ناحية النشأة والميلاد- يختلف عن الرجال الثلاثة الذين سبق الحديث عنهم، فكلهم مدنيون، نشؤوا في مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلم، ومعنى هذا أنّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015