أي بلد من البلاد التابعة لها في حوض البحر الأبيض المتوسط، وفضلا عن ذلك ربطت العوامل الطبيعية بين مصر والشام في الشؤون البحرية، وجعلت كلّا منهما لا تستغني عن الآخرى.. ولكن في ظل الإسلام انتظمت العلاقات بينهما على أساس التعاون لما فيه نصرة الإسلام، ولا سيما أمام عدوهم المشترك من البيزنطيين» (?) .
كانت مصر مركزا من مراكز صناعة السفن الحربية أثناء الحكم البيزنطي لها، ولأهلها خبرة طويلة في هذا الميدان، ومن المراكز الهامة: دار الصناعة في الإسكندرية ودمياط ورشيد وتنيس والقلزم- السويس- ودار الصناعة اسم للمكان المعد لإنشاء السفن، والعرب هم أول من استعمل هذه التسمية، وعنهم أخذها الأوربيون بعد اتصالهم بهم في الأندلس، وأثناء الحروب الصليبية في الشرق. فأطلق الإيطاليون على دار الصناعة اسم عز وجلصلى الله عليه وسلمRSصلى الله عليه وسلمNصلى الله عليه وسلم ,صلى الله عليه وسلمRSصلى الله عليه وسلمNصلى الله عليه وسلمLصلى الله عليه وسلم: وأطلق عليها الأسبانصلى الله عليه وسلمRSصلى الله عليه وسلمNصلى الله عليه وسلمL.
هذه الدور المخصصة لصناعة السفن، والتي كانت منتشرة في مصر على شواطئ البحرين- الأحمر والأبيض المتوسط- هي التي اضطلعت بمهمة بناء الأساطيل البحرية الإسلامية، لا في مصر وحدها؛ بل في مصر والشام وبلاد المغرب، وكانت هذه الدور تمثل كنزا ثمينا للعرب المسلمين وهم بصدد بناء قوة بحرية تنازل الأساطيل البيزنطية العتيدة في البحر الأبيض المتوسط. وقد عوضت الخبرات المصرية في هذا الميدان ما كان يفتقر إليه العرب في مطلع عهدهم. فالعرب وإن كانوا يفتقرون إلى الخبرة اللازمة لبناء السفن الحربية فإنهم كانوا يمتلكون الشجاعة والواقعية للاعتراف بذلك، وفي الوقت نفسه كان لديهم الاستعداد للتعلم من الآخرين كل ما هم في حاجة إليه.
وقد تعلموا من أبناء البلاد المفتوحة كثيرا من الأشياء التي لم يكونوا يجيدونها، وأبناء البلاد المفتوحة أنفسهم أقبلوا على خدمة العرب الفاتحين بكل ما أوتوا من قوة نتيجة لسياسة التسامح والعدل وإطلاق الحريات، وبصفة خاصة الحرية الدينية التي نعموا بها تحت الحكم العربي.
يقول ابن خالدون في هذا الصدد: «فلما استقر الملك للعرب وشمخ سلطانهم، وصارت أمم البحر خولا لهم (?) ، وتحت أيديهم، وتقرّب كل ذي صنعة إليهم بمبلغ