ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وسقياهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع ربنا بنا» ! فأنزل الله وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (?) الآية. وكان ابن عمير (?) لم يترك إلا بردة واحدة، فكانوا إذا غطوا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجليه بدا (?) رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غطوا رأسه واجعلوا على رجليه شيئا (?) من الإذخر» .
ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بمن معه من المسلمين، فمر بدار من دور (?) الأنصار فسمع البكاء على قتلاهم (?) ، فقال: «لكن حمزة لا بواكي له! فلما سمع (?) سعد بن معاذ وأسيد بن حضير أمرا (?) نساء بني عبد الأشهل أن يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن قال:
«اجعل» (?) .
ثم ناول علي بن أبي طالب سيفه فاطمة (?) وقال: اغسلي عن هذا دمه،