فإنّ ذكرى تلك الفتوحات وتذكّرها- وهم لم ينسوها- مؤلمة مفهمة مرعبة، يعملون ويجنّدون ويضحّون كيلا تتكرر، وليس ذلك فحسب، بل وعلى طمس حقائقها، وتشويه أخبارها، وحجب وقائعها الناطقة، وللمسلمين بالذات، لتحذف من مذكراتهم وذاكرتهم.

فهم يجهدون في تصغير شأن أولئك الأبرار؛ الذين اقتدوا بصاحب السيرة الشريفة (?) صلى الله عليه وسلّم لئلا يتأثر بها من يتأثر، فيكون الذي ممكن أن يكون به. كما عرف في أوائل الدعوة الإسلامية وما بعدها في أكثر من بلد ومع أكثر من قوم، مما هو مدوّن في محفوظات التاريخ الإسلامي ومؤلفاته، معروفا وماثلا للعيان، ومحفوظا في الخواطر والنفوس والأفكار والأذهان وفي كل مكان؛ ولهذا فهم يعملون أيضا على تشويه التاريخ الإسلامي بكل سبيل قديم وجديد، مما تبتكره عبقرياتهم الشريرة، والأخيرة، أو الأجيرة.

* جيلنا والاهتمام بالسيرة:

ولقد كان الاهتمام بالسيرة النبوية الشريفة، وكذلك عموم السنة المطهّرة في العصور المديدة، والأجيال المتتابعة، والمواقع المتنوعة- مهما تفاوت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015