وكان الصحابة الكرام يحرصون أن يحافظوا على خلوص أعمالهم لله تعالى ويحزنون لو جرى أمر ينقص من ذلك. وفي قصة عيادة الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع- سعد بن أبي وقاص (55 هـ) في مرضه في مكة خلالها وتخوّفه أن يموت بمكة أو لا يستطيع- لأي سبب- العودة إلى المدينة، فيذهب منه الكثير من أجر الهجرة التي تمثّل معلما مهما في السير النبوية الشريفة، ومثلها في حياة كل مهاجر، ألّا يحرم من العودة إلى المدينة مهجره وأن يحدث له ما يبقيه في مكة أو يموت فيها بعيدا عن مهجره، وهي دليل على من عاش بهذه الهجرة ألا يغبّش شيء مؤداها ومعناها ومبناها.
والمحاورة التي جرت بين الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وبين سعد بن أبي وقاص (?)