ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل» (?) .
فهذا هو ذلك الجيل القرآني الفريد الذي تربى بهذا الدين، على يد الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم. وهم وأمثالهم أقاموا دين الله تعالى وحموه وحملوه ونشروه وأقاموا وثبّتوا أعلامه في واقع الحياة. فكان يظهر أثره وثمره وجماله فيهم وفي الأجيال التي تلتهم، يتطلعون إلى الأعلى والأفضل والأرقى لما عند الله تعالى. وانظر ما يقوله عمر بن عبد العزيز (101 هـ) - معبّرا عن ذلك- بعد أن تولى الخلافة: (إنّ لي نفسا توّاقة لم تتق إلى منزلة فنالتها، إلا تاقت إلى ما هو أرفع منها، حتى بلغت اليوم المنزلة التي ليس بعدها منزلة، وإنها اليوم تاقت إلى الجنة) (?) . وها هو يخاطب نفسه بهذا البيت من الشعر (?) :
تجهّزي بجهاز تبلغين به ... يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
ولقصة ربيعة الآنفة- بمضامينها الشاملة ومدلولاتها الفاضلة ولمساتها المتوثبة المحببة، نحو القمم المنيرة، سنلمح لبعضها الآخر- أمثلة متعددة متزاحمة تتجه بها نحو هذا الفهم، وتقود إلى هذا الوضوح، وتكشف الآفاق السامية، تلوح نحو معرفة الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه إلى هذا الحد، وفي كل الأوقات والأحوال والمناسبات. وهو يعيش معهم دوما ليس من ناحية