نفوسهم، نديا في وجدانهم، وقدوتهم في ذلك كله رسول الله صلّى الله عليه وسلم، الذين كانوا ملازمين له صلّى الله عليه وسلم، باذلين غاية الجهد في كل شيء لتحري سيرته صلّى الله عليه وسلّم في كل الأمور، ويأتون منها ما استطاعوا.
وكان صلّى الله عليه وسلّم في كل أمر يبدأ بنفسه، ولا يميزها في الواجبات، بل ويحمّلها أكثر، في العبادة والقيادة بالأعمال والأعباء. والقصص كثيرة جدا إلى حدّ أنه توفي صلّى الله عليه وسلّم ولم يشبع آله من لحم وخبز، وكان يمر الشهر والشهران وما يشعل في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نار. وحين لحق صلّى الله عليه وسلّم بالرفيق الأعلى كانت درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير (أقل من مئة كيلو غرام) (?) طعاما لأهله يأكلونه.