وهذا راجعٌ إلى منهج القرآن الكريم في قصصه – والسيرة النبوية من القصص القرآني - حيث إنه لا يذكر التفصيلات التي لا تفيد في القصة؛ لأن غرض القرآن الكريم ليس السَّرد القصصي، وإنما العبر والفوائد التي تخدم الهدف الأساسي للقرآن الكريم، وهو تعريف الخلق بخالقهم الكريم، وربطهم به (?) .
وقد يوجد في بعض التفاسير المتأخرة استطرادٌ فيما يتعلق بالسيرة النبوية، ولو لم يكن في القرآن الكريم، ولكن لا نجد ذلك في التفاسير المسندة، وأيضاً: فإن هذا الاستطراد مصدره غالباً كتب السير والمغازي.
وعندما نطبِّق المقارنة الموضوعية على المصادر محلّ الدراسة، فإننا نجد الملاحظات التالية:
الأولى: أن كتب السيرة تتفاوت فيما بينها في نقل بعض الروايات التي وردت فيها آياتٌ من القرآن الكريم (?) فنجد مغازي عروة نقلت نزول الآيات في قصة الغرانيق، وبئر معونة، ولم ينقلها المصدران الآخران.
ونجد مغازي الواقدي نقلت نزول الآيات في خيبر، وسرية أبي قتادة، وحنين، والوفود، وبعث الوليد، في حين لم ينقلها المصدران الآخران.
ونجد ابن إسحاق نقل روايات كثيرة في نزول آيات من القرآن لم تنقل