والأقوياء، أو التسلّي بالأدب الفارغ الذي لا قيمة له في الدّنيا والآخرة.

فجاء محمّد صلى الله عليه وسلم وجعل غايته الأخيرة الحقيقية، وهدفه الأعلى المنشود نصب عينيه، وأرسخ في قلب الإنسان: أنّ المجال الحقيقيّ لجهده واجتهاده، ومواهبه وأشواقه، وطموحه وسموّه، وطيرانه وتحليقه، هو معرفة فاطر السموات والأرض، واطلاع على صفاته، وقدرته وحكمته، وسعة ملكوت السموات والأرض وعظمتها وخلودها، والحصول على الإيمان واليقين، والفوز برضوان الله وحده، والرضا به وبقدره، والبحث عن وحدة تؤلف بين الأجزاء المتناثرة أحيانا، والمتناقضة أحيانا أخرى، وتنمية قواه الباطنة، ومداركه الروحية للوصول إلى درجات القرب واليقين، والحثّ على خدمة الإنسانية، والإيثار والتضحية، والوصول بذلك إلى مكان لا تصل إليه الملائكة المقربون، وتلك هي السعادة الحقيقية للإنسان، ونهاية كماله، ومعراج قلبه وروحه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015