أمّا الصّينيون فكانوا يعتبرون الإمبراطور ابن السّماء، ويعتقدون أنّ السماء ذكر والأرض أنثى، وباتصالهما خلق هذا الكون، وأنّ الإمبراطور ختا الأول هو بكر هذين الزوجين (?) .
أمّا العرب فكانوا يعتبرون كلّ من سواهم «العجم» وكانت قبيلة قريش ترى نفسها أشرف قبائل العرب، وتحافظ على امتيازها في الموسم، فلا تشارك الناس في مواقفهم ومساكنهم (?) ، ولم تكن تدخل عرفات (?) مع الحجيج، بل تبقى في الحرم وتقف بالمزدلفة، وتقول: نحن أهل الله في بلدته، وقطّان بيته، وتقول: نحن حمس (?) (?) .
والمنّة الثالثة العظيمة على النوع البشريّ، هو إعلان كرامة الإنسان وسموّه، وشرف الإنسانيّة وعلوّ قدرها: لقد بلغ الإنسان قبل البعثة المحمديّة إلى حضيض الذلّ والهوان، فلم يكن على وجه الأرض شيء أصغر منه وأحقر، وكانت بعض الحيوانات «المقدّسة» وبعض الأشجار «المقدّسة» التي علقت بها أساطير ومعتقدات خاصة أكرم وأعزّ عند عبّادها، وأجدر بالصيانة، والمحافظة عليها من الإنسان، ولو كان ذلك على حساب قتل الأبرياء، وسفك الدماء.