عنقه السيف، فقال: «لقد وجدته بحرا، أو إنّه لبحر» (?) .

وقد ثبت في معركة أحد، ويوم حنين، حين انكشف عنه الشجعان، وخلا الميدان، وهو ثابت على بغلته، كأن لم يكن شيء، ويقول: [من مجزوء الرجز]

أنا النبيّ لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

رأفة عامة ورحمة واسعة:

وكان مع شجاعته هذه: رقيق القلب، سريع الدمعة، يرقّ للضعفاء، ويرحم الحيوانات والدوابّ، ويوصي بالرفق بها.

يروي عنه شدّاد بن أوس، فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته» (?) .

وروي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنّ رجلا أضجع شاة وهو يحدّ شفرته، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أتريد أن تميتها موتتين؟ هلّا حددت شفرتك قبل أن تضجعها» (?) ؟.

وقد أوصى أصحابه بالإحسان في علف الدابّة وسقيها، وعدم إرهاقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015