إنّما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن» (?) .

ويقول أنس بن مالك- رضي الله عنه-: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم رحيما، وكان لا يأتيه أحد إلّا وعده، وأنجز له، إن كان عنده، وأقيمت الصلاة، وجاء أعرابيّ، فأخذ ثوبه فقال: إنّما بقي من حاجتي يسيرة، وأخاف أن أنساها، فقام معه، حتّى فرغ من حاجته، ثمّ أقبل فصلّى» .

ومن أمثلة قوّة احتماله، وسعة صدره، وعظم صبره، ما شهد به خادمه أنس بن مالك- رضي الله عنه- وقد كان حديث السنّ، قال: خدمت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أفّ ولا لم صنعت، ولا ألا صنعت! (?) .

وروى سواد بن عمر، قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا متخلّق، فقال: «ورس ورس، حطّ حطّ» ، وغشيني بقضيب في يده ببطني، فأوجعني، فقلت:

القصاص يا رسول الله، فكشف لي عن بطنه، فأبيت القصاص (?) .

الحفاظ على أصالة الدين والغيرة على روحه وتعاليمه:

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على رفقه ولين كنفه وقوّة احتماله وتغاضيه عن سقطات الناس وزلّاتهم- على حدّ لا يتصوّر فوقه- شديد الحفاظ على أصالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015