الأخلاق، وكمال محاسن الأفعال» (?) .

وسئلت عائشة- رضي الله عنها- عن خلقه، فقالت: «كان خلقه القرآن» (?) .

وكان في العفو والحلم ورحابة الصدر وقوّة الاحتمال، حيث لا يبلغه ذكاء الأذكياء، وخيال الشعراء، ولو لم يرو عن طريق لا يتطرّق إليه شكّ، ولا ترتقي إليه شبهة، لما قبلته أذهان النّاس، ولكن روي بإسناد صحيح متّصل، ونقل عادل عن عادل، وتواتر، واستفاض ذلك، فكان أثبت من التاريخ الأمين، ونحن هنا نكتفي بقليل ممّا روي في هذا الباب.

فمن كرمه صلى الله عليه وسلم وعفوه عن أشد أعدائه، وإحسانه إليه أنّه «أتى عبد الله بن أبيّ (?) - رأس المنافقين- بعد ما أدخل حفرته، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج، فوضعه على ركبتيه، ونفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه» (?) .

وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: «كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجرانيّ، غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد أثّرت بها حاشية الرّداء من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015