ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها (?) ، فإذا تعدّي الحقّ، لم يقم لغضبه شيء، حتّى ينتصر له، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها.
إذا أشار أشار بكفّه كلّها، وإذا تعجّب قلبها، وإذا تحدّث اتّصل بها، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح (?) ، وإذا فرح غضّ طرفه.
جلّ (?) ضحكه التبسّم، يفترّ (?) عن مثل حبّ الغمام (?) (?) .
ووصفه عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- وهو من أعرف الناس به، وأكثرهم عشرة له، وأقدرهم على الوصف والبيان، فقال:
«لم يكن فاحشا (?) ، متفحّشا (?) ، ولا صخّابا (?) في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح (?) ، ما ضرب بيده شيئا قطّ، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادما ولا امرأة، وما رأيته منتصرا (?)