حضارة خاصّة ومجتمع خاصّ) على ما تقبله الفطرة السليمة والبيئة العربية، وتقتضيه المصالح الخلقية والاجتماعية، ويأذن به الله.

وتلك نقطة ضعف في التفكير الغربيّ وفي الكتابات الغربية يجعلون الغرب هو الميزان، ثمّ يطلقون أحكاما قاسية على كلّ ما جانبه أو اختلف عنه، فيخلقون مشكلة ثمّ يعالجونها، وما هي إلا نتيجة كبريائهم، وتقديسهم الزائد للقيم والمثل الغربية.

وقد كان مؤلّف السيرة الإنجليزي المستر R.V.C.رضي الله عنهodley منصفا وجريئا في نقد هذا الشعور الغربيّ نحو تعدّد الزوجات في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، يقول في كتابه «حياة محمّد الرسول» :

«إنّه لا داعي إلى قياس حياة محمد الزوجيّة بالمقاييس الغربيّة، ولا الحكم عليها من وجهة نظر التقاليد والقوانين التي سنّتها المسيحيّة في الغرب، فلم يكن أولئك الرجال- العرب- غربيين ولا مسيحيين، إنّما نشؤوا في بلاد وفي عصر كان يسود عليه نظامهم الخلقيّ الخاصّ، ورغم كلّ ذلك لا مبرر لفتضيل النظام الخلقيّ الأمريكيّ أو الأروبيّ على النظام الخلقيّ العربيّ، إنّ الغربيين لا يزالون في حاجة إلى بحث دقيق، وتمحيص كبير لتفضيل نظامهم الخلقيّ وطريقة حياتهم على غيرها، فعليهم أن يتجنّبوا الطّعن في ديانات أخرى ومدنيات أخرى» (?) .

وليست «شناعة» تعدّد الزوجات (التي تخيّلها الغرب، وآمن بها أبناؤه في تقليد وحماس، واعتبروها حقيقة بديهية مسلمة، وجسّمها كتّابه ومشرّعوه) ، شناعة دائمة على مرّ العصور والأجيال، قائمة على أسس علمية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015