اللَّهِ أَفْواجاً (?) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً [النصر: 1- 3]
وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعتكف في كلّ رمضان عشرة أيام، فلمّا كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين «1» .
وكان جبريل يلقاه في كلّ ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، ولكنّه صلى الله عليه وسلم قال ذلك العام: «إنّه عارضني العام مرّتين، ولا أراه إلّا حضر أجلي» «2» .
أذن الله لنبيّه باللقاء الذي لم يكن أحد أشدّ شوقا له منه، وقد أحبّ الله لقاءه كما هو أحبّ لقاءه.
وقد هيّأ الله الصحابة- رضي الله عنهم- الذين لم يكن أحد أشدّ حبّا له منهم، لسماع نبأ وفاته، واحتمال فراقه الذي لم يكن بدّ منه، مهما تأخّرت ساعة الفراق، ففوجئوا بنبأ شهادته في معركة أحد، ثمّ تحقّق أنّه كان إرجافا من الشيطان، وأنّ الله ممتّعهم بحياة نبيّهم إلى حين، ولكن لا بدّ من وقوع هذا الحادث، وقال: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران: 144] .
فكان المسلمون- الذين أحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم تربيتهم، وربط قلوبهم بالله تعالى، وشغلهم بتبليغ رسالة الإسلام إلى أقصى الحدود وأبعد الأمم،