وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران كتابا، يدعوهم فيه إلى الإسلام، فلمّا قرؤوه بعثوا وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألهم وسألوه، ونزلت في جواب أسئلتهم آيات كثيرة من سورة آل عمران، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباهلهم (?) ، وأبى شرحبيل ذلك وخاف، فلمّا كان من الغد أتوه، فكتب لهم كتابا، وضرب عليهم الخراج (?) ، وبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجرّاح، وقال: «هذا أمين هذه الأمة» (?) .

وقدم وفد تجيب، وسرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكرم منزلهم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء، فكتب لهم بها، وجعلوا يسألونه عن القرآن والسّنن فازداد بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة، وأمر بلالا أن يحسن ضيافتهم، وأقاموا أياما، ولم يطيلوا اللّبث فقيل لهم: وما يعجلكم؟ قالوا: نرجع إلى من وراءنا، فنخبرهم برؤيتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلامنا إيّاه، وما ردّ علينا، وانطلقوا راجعين، ثمّ وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم ب «منى» سنة عشر (?) .

وكان من ضمن الوفود وفد بني فزارة، ووفد بني أسد، ووفد بهراء، ووفد عذرة، وأسلموا، وبشّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الشّام ونهاهم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلّا الأضحية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015