ثمّ انعطف عليهم بكلمة فيها الثقة، وفيها العدالة، وفيها حكمة هذا التفاوت في الفرض والعطاء، فقال:

«أوجدتم عليّ يا معشر الأنصار في أنفسكم، في لعاعة (?) من الدّنيا، تألّفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم» .

ثم قال كلمة لم يتمالكوا أمامها، فانفجر الإيمان والحنان في نفوسهم، وتدفّق، قال:

«ألا ترضون يا معشر الأنصار! أن يذهب النّاس بالشّاء والبعير، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ فو الذي نفس محمد بيده، لمّا تنقلبون به خير ممّا ينقلبون به، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك النّاس شعبا وواديا، وسلكت الأنصار شعبا وواديا لسلكت شعب الأنصار وواديها، الأنصار شعار، والناس دثار، اللهمّ ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار» .

وبكى القوم حتّى أخضلوا لحاهم، وقالوا: «رضينا برسول الله قسما وحظّا» (?) (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015