ولمّا استقبلته كتائب المشركين، أخذ قبضة من تراب، ورمى بها إلى عيون الأعداء إلى البعد، فملأت أعين القوم.
ولمّا رأى انشغال الناس بأنفسهم، قال: «يا عباس! اصرخ يا معشر الأنصار! يا معشر أصحاب السمرة!» فأجابوا: لبّيك لبّيك، وكان رجلا صيّتا، فيؤمّ الرجل الصوت ويقتحم عن بعيره، ويأخذ سيفه وترسه، حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتّى إذا اجتمع إليه منهم طائفة، استقبلوا الناس، فاقتتلوا.
وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه، فنظر إلى القوم يجتلدون، فقال:
«الآن حمي الوطيس» (?) ، ثمّ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيّات فرمى بهنّ وجوه الكفار، يقول عباس: «فما زلت أرى حدّهم كليلا وأمرهم مدبرا» (?) .
واجتلد الناس، فما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم، حتّى وجدوا الأسارى مكتّفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) ، وأنزل الله ملائكته بالنّصر، فامتلأ بهم الوادي (?) ، وتمّت هزيمة هوازن، وذلك قوله تعالى:
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ