وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستوثق منهم الخبر، ويعذر إلى قريش، فبعث إليهم رجلا يخيّرهم بين إحدى ثلاث خلال، بين أن يدفعوا دية قتلى خزاعة، أو يبرؤوا من حلف من تولّى كبر هذا النقض، وقاد الحملة على خزاعة، وهم بنو نفاثة من بني بكر، أو ينبذ إليهم على سواء، فأجابه بعض زعمائهم: لكن ننبذ إليهم على سواء، وبذلك برئت ذمّة قريش، وقامت عليهم الحجّة (?) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنّاس حين بلغه الخبر: «كأنّكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشدّ العقد ويزيد المدّة» وهكذا كان، فرهبت قريش مما صنعت، وندمت على الجواب القاسي الذي أجاب به بعض سفهائهم، فبعثوا أبا سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشد العقد ويزيد المدّة (?) .
وقدم أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ودخل على ابنته «أمّ حبيبة» زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنيّة! ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنّي؟
قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس، ولم أحبّ أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم.