كرّارون لا فرّارون:

ولمّا دنا الجيش من حول المدينة، تلقّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، ولقيهم الصبيان يشتدّون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مع القوم على دابّة، فقال:

«خذوا الصبيان واحملوهم، وأعطوني ابن جعفر» فأتي بعبد الله، فأخذه، فحمله بين يديه.

وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون: يا فرّار! فررتم في سبيل الله، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليسوا بالفرّار، ولكنهم الكرّار إن شاء الله تعالى» (?) .

بين مؤتة وفتح مكة:

وكان بين غزوة مؤتة وفتح مكة سرية ذات السلاسل، كانت في جمادى الآخرة، سنة ثمان، وهي وراء وادي القرى، وكانت في بلاد قضاعة، دوّخها الجيش الإسلاميّ.

وسريّة الخبط، وكان أميرها أبا عبيدة بن الجرّاح، وكانت في رجب سنة ثمان، في ثلاثمئة رجل من المهاجرين والأنصار، أرسلهم إلى حيّ من جهينة، مما يلي ساحل البحر، وأصابهم في الطريق جوع شديد، حتّى أكلوا الخبط (وهو ورق الشجر) وألقى إليهم البحر حوتا عظيما، يقال له «العنبر»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015