خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر» (?) .
ويدلّ على عمرانها وكثرة نفوسها أنّ عمرو بن العاص لمّا تمّ له فتح مصر سنة 20 هـ (640 م) أحصى من تستحقّ عليه الجزية يومئذ، فبلغوا أكثر من ستة ملايين (?) ، وكان الرومان يبلغون مئة ألف.
وقد جاء في كتاب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-:
«أمّا بعد، فإنّي فتحت مدينة لا أصف ما فيها غير أنّي أحصيت فيها أربعة آلاف متنة (?) ، بأربعة آلاف حمام، وأربعين ألف يهوديّ، وأربعمئة ملهى للملوك» (?) .
إنّ هذه البلاد لم تزل تسمّى من قديم الزمان بالحبشة) صلى الله عليه وسلمbyssinia (أو أثيوبيا،) صلى الله عليه وسلمthiopia (وهي بلاد من إفريقية الشرقية، واقعة في الجنوب الغربيّ من البحر الأحمر ولا يمكن تقدير حدودها في العصر الذي نتحدّث عنه.
وحكومتها من أقدم الحكومات في العالم، وتقول الأخبار اليهوديّة أن ملكة «سبأ» كانت تسكن في الحبشة، وأنّ ذرّية سليمان ما زالت تحكم الحبشة، وقد بدأ اليهود يسكنون في الحبشة بعد خراب هيكل سليمان،