ولمّا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة، وقفل معه النّاس أدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرّق الناس في العضاه (?) ، يستظلّون الشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة، فعلّق بها سيفه.
قال جابر: فنمنا نومة، ثمّ إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فإذا عنده أعرابيّ جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده مصلتا، فقال لي: من يمنعك منّي؟، قلت: «الله» فها هو جالس، ثمّ لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة أربع، إلى بدر؛ لميعاد أبي سفيان فنزله، وأقام عليه ثماني ليال، ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان، ثمّ بدا له الرجوع، وقال: إنّ عامكم هذا عام جدب، وإنّي راجع فارجعوا، وكفى الله المؤمنين القتال.