كان أبو سفيان قد نذر ألا يمسّ رأسه ماء، حتّى يغزو المسلمين، فخرج في مئتي راكب من قريش ليبرّ يمينه، واستأذن على سلام بن مشكم سيد بني النّضير، فأذن له، وقراه، وسقاه، وبطن له من خبر الناس، وبعث رجالا، فقتلوا رجلين من الأنصار.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، ورجع أبو سفيان وأصحابه قبل أن يدركهم المسلمون، وألقوا أزوادا كثيرة، عامّتها سويق، فسمّيت «غزوة السّويق» (?) .
وكان بنو قينقاع أول يهود، نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا في بدر وأحد، وآذوا المسلمين، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، حتّى نزلوا على حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، فأطلقهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) وكانوا سبعمئة مقاتل، وكانوا صاغة وتجّارا (?) .