عادة يحتاجون إلى اقتراض الأموال لحين الحصاد (?) .

وكانت الرّهون لا تقتصر على الرهائن الماليّة، بل تخطّتها إلى رهن النساء والولدان، وقد جاء في قصّة قتل كعب بن الأشرف النّضري التي رواها الإمام البخاريّ- رحمه الله- في صحيحه، أنّه قال له محمد بن مسلمة: قد أردنا أن تسلفنا وسقا (?) أو وسقين، فقال: نعم، ارهنوني، قالوا: أيّ شيء تريد؟! قال: ارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟! قال: فارهنوني أبناءكم، قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسبّ أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين؟! هذا عار علينا، ولكنّا نرهنك اللأمة (?) .

ومن طبيعة هذه الرّهون خصوصا إذا كانت في الأبناء والنساء: نشوء الحقد والكراهة بين الراهنين والمرتهنين، لا سيّما وأنّ العرب اشتهروا بالغيرة الشديدة على نسائهم وشدّة الأنفة.

وقد ترتّب على سيطرة اليهود على الجوانب الاقتصاديّة في المدينة وضواحيها أن قوي نفوذهم الماليّ، وصاروا يتحكّمون في الأسواق تحكّما فاحشا، ويحتكرونها لمصلحتهم ومنفعتهم، فكرههم السواد الأعظم من الناس بسبب أنانيتهم واشتطاطهم في أخذ الرّبا، وحصولهم على غنى وثراء بطرق يأنف العربيّ عن سلوكها والتّعامل بها (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015