الأعراب ومن رؤساء العرب (?) .
وكانوا ينعتون أنفسهم بأنّهم أهل العلم بالأديان والشّرائع، وكانت لهم مدارس (?) يتدارسون فيها أمور دينهم، وأحكام شريعتهم، وأيامهم الماضية، وأخبارهم الخاصّة برسلهم وأنبيائهم، كما كانت لهم أماكن خاصة يقيمون فيها عباداتهم وشعائر دينهم، وكانت تسمّى «المدراس» وكان المكان الذي يتجمّع فيه اليهود لتبادل المشورة في سائر أحوالهم الدينية والدنيوية.
وكانت لهم تشريعاتهم ونظمهم الخاصة بهم، أخذوا بعضها عن كتبهم، وبعضها وضعه لهم كهّانهم وأحبارهم من عند أنفسهم، وكانت لهم أعيادهم الخاصة بهم، وأيام خاصة، يصومون فيها، كيوم عاشوراء (?) .
ويبدو أنّه ضعفت صلتهم بدينهم الأصيل والتعليمات التي جاءت في صحفهم، وأصبحوا على مرّ الأيام لا يتميّزون عن جيرانهم العرب، إلّا بأثارة من عقيدة التوحيد، وتمييز بين الحلال والحرام، ولمّا جاء الإسلام بعقيدة التوحيد النقيّة الحاسمة كما جاء في القرآن، زال تميّزهم في ذلك أيضا.
وقد بلغوا غاية الإسفاف والتدنّي في الأخلاق، وأصبحوا يستعينون في قضاء ماربهم بأمور خفيّة مدسوسة كالسّحر، ودسّ السّمّ في الطعام، وتسلية النفس بالتنكيت والتوريب (?) ، واستعمال الكلمات الموهمة ذات المعنيين شأن المجتمعات الحاقدة المغلوبة على أمرها، وبراعة اليهود في فنون السّحر