وكأنّها تحوّلت إلى منازل، وتبدو الآكام أشبه بضواح واسعة لا يدرك الطرف لها نهاية (?) .
كانت نشأة مكّة الجديدة على يد قصيّ بن كلاب، فهو الذي جمع قريشا، وأسكنهم مكّة، وخطّ لهم الرّباع (?) ، فأنزل كلّ قوم من قريش منازلهم، واختطّ بنوه من بعده مكة رباعا، فكانوا يقطنونها، ويبيعونها، وأقامت على ذلك قريش، ليس بينهم اختلاف ولا تنازع.
تملّك قصيّ على قومه وأهل مكّة، وكانت إليه الحجابة، والسّقاية (?) ، والرّفادة (?) ، والندوة، واللواء.
وهو الذي أسّس دار الندوة لا صقة بالمسجد الحرام، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، وهي دار قصيّ بن كلاب، وهي دار الشّورى لقريش ودار الحكم والمجتمع في مكّة، فما تنكح امرأة، ويتزوّج رجل من قريش، وما يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلّا في