الأصنام، ففتن بها، وجلب بعضها إلى مكّة، فنصبها، وأمر الناس بعبادتها وتعظيمها (?) .

ولا غرابة في أنّه مرّ في طريقه إلى الشّام من «البتراء» التي ضبطها المؤرّخون والجغرافيّون القدامى ب «بطراء» و «بطرة» ، وهي تقع الآن في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت القصبة العربية الصخريّة المشهورة عند اليونان والرومان، قيل: إنّه أنشأها الأنباط، وهم من أصل عربيّ، قبل آلاف من السّنين، وقد بلغوا في المدنيّة والصناعة شأوا بعيدا، وكان بينهم شعراء وأطباء وتجار كبار، وكانوا يرحلون إلى مصر والشام وبلاد الفرات وروما، ويجوز أنّهم كانوا يمرّون بالحجاز في طريقهم إلى وادي الفرات، وكانوا مع ذلك منغمسين في الوثنيّة السافرة، ينحتون الأصنام ويعبدونها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015