وقد كرر هذه الأوامر أحد المهاجرين ممازحًا فرقته .. هذا المهاجر يدعى عبد الله بن حذافة السهمي وهو الآن في سرية تحت إمرة صحابي اسمه: علقمة ابن مجزز يقول "أبو سعيد الخدري إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم فلما انتهى إلى رأس عرانة أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش .. فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله ابن حذافة بن قيس السهمي .. فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارًا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعًا .. وقال عبد الله كانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى .. قال: فما أنا آمركم بشيء إلا صنعتموه .. قالوا: نعم .. قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار .. فقام ناس فتحجزوا .. فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم فإنما أمزح معكم .. فلما قدمنا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه" (?). فليس الحاكم أو الأمير أو القائد نائبًا عن الله ولا متحدثًا باسمه وليس له من صلاحيات التشريع والتحليل والتحريم ما يحلل به حرامًا أو يحرم حلالًا .. حتى في بيت المال المنثور بين يديه يقول - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب شيئًا خطيرًا .. ها هو علي يحدث به رجلًا يطالبه بشيء من الرفاهية في المائدة على الأقل .. اسم هذا الرجل: عبد الله بن زرير وهو يقول: "دخلت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الأضحى فقرب إلينا خزيزة (?) فقلت أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط يعني الوز فإن الله عَزَّ وَجَلَّ قد أكثر الخير فقال يا ابن زرير إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015