ابعثوا البعير فبعثوها فنهضت وإن المزادتين لتكادان تفطان من ملئهما ثم اتخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كساء المرأة] ثم قال هاتوا ما كان عندكم فجمعنا لها من كسر وتمر وصر لها صرة فقال لها اذهبي فأطعمى هذا عيالك واعلمي أنا لم نرزأ من مائك [قال خذي هذا لأيتامك وهذا ماءك وافرًا فجعلت تعجب مما رأت ثم انطلقت حتى أتت أهلها فقالوا: قد احتبست علينا فما حبسك] فلما أتت أهلها قالت لقد لقيت أسحر البشر أو إنه لنبي كما زعم كان من أمره ذيت وذيت [أرأيتم مزادتي هاتين فوالله لقد شرب منهما] [وأخذوا من القرب والمزاد والمطاهر ما لا أحصي ثم إنهما الآن أوفر منهما يومئذ فلبثت شهرًا أو نحوًا من ذلك] فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا [ثم أقبلت في ثلاثين راكبًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] " (?) فاستقبلها بالقلب الذي يستقبل به كل حبيب مهاجر إلى مدينة التوحيد .. وقدم لأصحابه طرازًا نسويًا رفيع المستوى .. امرأة تتسلل إبداعًا في عقول قومها وتمحو ذاكرة وثنية متخثرة موغلة في القدم .. ثم تقنعهم بالمسير معها في رحلة ممتعة نحو مدينة الوعي الجديد بعد شهر من نشر التوحيد في بيوتات قومها ..

إنجاز غير مسبوق للمرأة في زمن قياسي مدهش لم ينجزه سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - .. والمرأة قادرة على أكثر من ذلك لكن ذلك مشروط بقدرتها على التخلص من عقد القصور والاضطهاد والأنوثة التي تتذرع بها للتفلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015