"رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلًا على من دونه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم" (?) وعمر رضي الله عنه لم يكن يتحدث عن نفسه فقط .. كان يتحدث عن أبي بكر وعثمان وعلي وطلحة وغيرهم من المهاجرين الذين كابدوا ما كابدوا في سبيل الله وبذلوا ما بذلوا في بدر وأحد والخندق وخيبر .. كان عمر يتحدث عن أهل بيعة الرضوان أما سعد رضي الله عنه فقد رأى في قتاله وهجرته تفوقًا على ذلك الصحابي الضعيف .. فكان للإسلام ميزان أدق لا يغفل فيه أي شيء ولا سيما تلك الأشياء التي يفضل البعض أن يحولها إلى أسرار حميمة فيما بينهم وبين الله فقط .. ويرفضون أن يفسد أحد تمتعهم بتلك الأجواء الحميمة مع الله .. ذات يوم "مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع، ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع ...

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا" (?).

لكن النبي عليه السلام يقدم درسًا مجانيًا لمن كلف نفسه توجيه النقد للناس محاولًا التسلل بينهم وبين الله .. جاعلًا من البغض في الله نوافذ يخرج من خلالها نشازًا داخل نفسه .. أحد الصحابة يتحدث عن ذلك فيقول:

"إن رجلًا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام .. فلما جاوزهم قال رجل منهم: والله إني لأبغض هذا في الله .. فقال أهل المجلس: بئس والله ما قلت .. أما والله لتنبئنه .. قم يا فلان -رجلًا منهم- فخبره .. قال: فأدركه رسولهم .. فأخبره بما قال .. فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015