وكانوا كلهم يخدمونه .. ويتسابقون من أجل ذلك رغم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حدد من يخدمه ..

هذا أحدهم أنس بن مالك يقول رضي الله عنه: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي طلحة التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر، خرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل فكنت أسمعه كثيرًا يقول: اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجن وضلع الدين وغلبة الرجال" (?) سمع أنس ذلك الدعاء، لكن غيره: سمع دعاء جديدًا وذلك بعد صلاة الفجر .. خلال تلك الأجواء الساحرة .. وليس هناك أجمل من فجر الصحاري .. وليس هناك ألذ من النهوض فيها .. كان - صلى الله عليه وسلم - "يحرك شفتيه بشيء بعد صلاة الفجر، فقيل له: يا رسول الله .. إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعله .. فما هذا الذي تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: أقول: اللَّهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول" (?). فجر جديد معطر بالنشاط والتوحيد .. حمل الصحابة رضي الله عنهم مع نبيهم حتى وصلوا إلى مكان يقال له: الصهباء .. وذلك قبل العصر .. وكان: الوصول إلى الصهباء يعني الاقتراب جدًا من خيبر .. فالصهباء هي أول منطقة خيبر .. يقول أحد