أبو هريرة في الطريق

قادم من دوس .. من اليمن .. ذاكرة تحلم بأحاديث الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ليس بين سطورها مكان للدينار والدرهم .. أبو هريرة قادم لا يملك من الدنيا سوى غلام .. وحتى هذا الغلام ضاع .. خيم الليل والفقر على أبي هريرة .. وخيم الشعر كذلك .. لـ (أنه لما أقبل يريد الإِسلام ومعه غلام ضل كل واحد منهما من صاحبه) (?) يقول رضي الله عنه عن تلك الليلة: (لما قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت في الطريق:

يا ليلة من طولها وعنائها .... على أنها من دارة الكفر

وأبق مني غلام في الطريق) (?)

واصل أبو هريرة معاناته ومسيره حتى وضعته أقدامه على أرض المدينة .. وربما كانت أمه بصحبته فقد كان من أعظم الناس برًا .. رغم كفرها ورفضها للإسلام .. وصل أبو هريرة ليلًا فلم يجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .. سأل عنه فقالوا له إنه قد توجه إلى خيبر .. سأل عن نائبه في المدينة .. فقيل له إنه يدعى سباع بن عرفطة الغفاري رضي الله عنه .. لم يكن أبو هريرة وحيدًا في رحلته .. لـ: (أن أبا هريرة قدم المدينة في نفر من قومه وافدين وقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، واستخلف على المدينة رجلًا من بني غفار يقال له: سباع بن عرفطة، فأتيناه وهو في صلاة الصبح، فقرأ في الركعة الأولى: كهيعص، وقرأ في الركعة الثانية: ويل للمطففين. قال أبو هريرة: فأقول في الصلاة: ويل لأبي فلان له مكيالان، إذا اكتال اكتال بالوافي , وإذا كال .. كال بالناقص، فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباعًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015