وحر .. لم يقل: بلال لم يقل: أبا بكر. الذي قالها هو عمرو بن عبسة .. عرف ذلك فيما بعد .. إن كلمة عبد وحر لباس يتسع ويمتد حتى ليشمل كل أحرار مكة وعبيدها .. وقفل عمرو بن عبسة راجعًا بدين الله .. لم يعده -صلى الله عليه وسلم- بانتصار دنيوي .. لم يعده بمنصب .. وعده فقط بالجنة إن سار على الحق .. ولم يمكنه من شيء من أمور الدنيا حتى ولو كانت أسماء أصحابه التي قد لا تعني له شيئًا .. وعمرو بن عبسة لم يجد رسول الله قبل ذلك بسهولة .. لقد وصفه بأنه كان مستخفيًا .. كان متسترًا لا يظهر نفسه .. ولا يكشف أتباعه .. إن قريشًا شرسة .. كالموج، لكن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان ربانًا ماهرًا.

الجهر بالدعوة

بعد فترة من الزمن لا أستطيع تحديدها (?) .. جاء الوحي الكريم .. يأمره بالجهر بدعوته .. الجهر أمام الناس جميعًا بأنه نبي مرسل .. لكنه لم يجهر بأسماء أصحابه خوفًا عليهم .. ولا من اتبعه ولا كيف اتبعوه .. لقد ظل ذلك مدفونًا عن العيون .. فهؤلاء الأتباع قلة ضعاف .. ولو امتدت يد قريش إليهم لمزقتهم تعذيبًا.

وقصة ذلك أنه عندما نزل قوله سبحانه وتعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} (?).

(انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم -إلى رضمة من جبل، فعلا أعلاها حجرًا. ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015