فازدادوا رعبًا إلى رعبهم .. وزلزلهم الهلع والخوف .. وأدركوا فداحة جرائمهم .. والمجرم الموغل في الاجرام لا يدرك شناعة جرائمه إلا إذا نزل به العقاب .. مصير شنيع يفتح أذرعه القاسية لليهود .. ويستشير اليهود بعضهم بعضًا .. فيلمحون في الأفق سرابًا عله يكون ماءً .. فينطلق الصراخ والمناشدة الخائنة من الحصن مرة أخرى .. فماذا تريد اليهود هذه المرة؟

قريظة تطلب خيارًا ثالثًا

اقترح اليهود الخائفون حلًا أخيرًا لورطتهم التي رسموها بأنفسهم .. اقترحوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - حلًا ثالثًا .. فهم لا يطيقون الحرب .. ولا النزول على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما مرر أبو لبابة أصابعه على حلقه .. وهم أيضًا مازالوا يعاندون ويرفضون الإِسلام رغم اقتناعهم بأن محمدًا-صلى الله عليه وسلم- نبي مرسل ..

لقد طلبوا منه -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل حكمهم بيد حليفهم السابق .. الصحابي الجريح سيد الأنصار: سعد بن معاذ .. مهما كان هذا الحكم.

قبل - صلى الله عليه وسلم - هذا الاقتراح وأرسل في طلب سعد بن معاذ .. وإحضاره من خيمته داخل المسجد النبوي حيث يتم تمريضه هناك .. وصل رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد وأخبره الخبر .. فأدرك سعد أن الله قد استجاب دعاءه عندما دعاه والدماء تشخب من عروقه والموت يزحف إليه .. قال سعد حينها: (اللَّهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015