فقد كفى الله المؤمنين القتال .. وفي أشد ساعات الريح والبرد .. كان - صلى الله عليه وسلم - يستدفئ بمناجاة حبيبه سبحانه .. كان يتمتع بصلاته .. ويريح نفسه بها .. قيل لذلك الشاب الذي يشارك لأول مرة .. قيل لعبد الله بن عمر بن الخطاب: (أين كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي يوم الأحزاب؟ قال: كان يصلى في بطن الشعب، عند خربة هناك، ولقد أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الانصراف للناس، ثم أمرني أن أدعوهم، فدعوتهم) (?) لكنهم لم يعودوا. ولم يستطيعوا العودة من شدة البرد والجوع .. وكان لعدم عودتهم قصة يحكيها ذلك الشاب أيضًا .. الذي أرسله خاله الصوام القوام عثمان بن مظعون .. ليحضر بعض الطعام ولحاف عله يذهب ما به وبأصحابه من ريح وجوع وبرد .. يقول عبد الله بن عمر: (أرسلني خالي: عثمان بن مظعون رضي الله عنه ليلة الخندق في برد شديد وريح إلى المدينة، فقال: ائتنا بطعام ولحاف.

فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأذن لي، وقال: من أتيت من أصحابي فمرهم أن يرجعوا.

فذهبت الريح تسفي كل شيء، فجعلت لا ألقى أحد إلا أمرته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015