يا عائشة أحبيه فإني أحبه) (?) ولا يكتفي - صلى الله عليه وسلم - بمطالبة عائشة رضي الله عنها بأن تحبه .. بل إنه - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربّه أن يحبه.
يحدّثنا أسامة عن أحضانه - صلى الله عليه وسلم - .. عن قبلاته ودعواته له وهو طفل .. فيقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن ابن علي على فخذه الآخر، ثم يضمّهما، ثم يقول:
اللهمّ ارحمهما فإني أرحمهما) (?) (اللهمّ أحبّهما فإني أحبهما) (?) .. كان ذلك الطفل الأسمر عنبرًا في ثياب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. إليك ما فعله - صلى الله عليه وسلم - بأسامة بعد أن رأى الدم ينبع من جبهته السمراء الطاهرة ..
ماذا فعل لعينيه البريئتين وهما تفيضان بالدمع .. بل
عائشة تجيب عن ذلك كلّه بقصة تأخذ بنياط القلب .. ذات يوم اشتاق أسامة إلى جدّه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. فتهادى إليه في بيت عائشة رضي الله عنها .. وعندما همت قدمه الصغيرة بالدخول (عثر أسامة بعتبة الباب، فشجّ وجهه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
أميطي عنه الأذى، فتقذرته. فجعل - صلى الله عليه وسلم - يمصّ عنه الدم، ويمجه عن وجهه ثم قال:
لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه) (?). تعلمت عائشة الصغيرة الكثير من هذا المشهد .. وتشربت حب هذا الطفل البريء ..