فمكث "خبيب" عندهم أسيرًا، حتى إذا أجمعوا قتله (?)، استعار موسي من بعض بنات الحارث ليستحدّ بها (?)، فأعارته. قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه (?) حتى أتاه فوضعه في فخذه. فلما رأيته فزعت فزعةً عرف ذلك مني وفي يده الموسي. فقال:

أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله تعالى.

وكانت تقول: ما رأيت أسيرًا قطّ خيرًا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف (?) عنب وما بمكة يومئذ ثمرة - وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله "خبيبًا".

فخرجوا به من الحرم (?) ليقتلوه "في الحل"، فقال رضي الله عنه: دعوني أصلى ركعتين "ذروني أركع ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين" ثم انصرف إليهم، فقال:

لولا أن "تظنوا" أن ما بي جزع من الموت لزدت "لطوّلتها"، فكان أوّل من سن الركعتين عند القتل هو. ثم قال:

اللهمّ أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا.

ثم أنشأ يقول:

فلست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أي شقّ كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015