شاب صغير لم يتعرض من قبل لمثل هذه المسؤوليات .. إنه شاب صغير أعزب أفاق على أمانة كالجبال تحاصره .. فإلى أين يتجه و:
ليس هناك أرحب من رحمة الله لجابر .. والنبي - صلى الله عليه وسلم - مساحة من هذه الرحابة والرحمة فهو (رحمة مهداة) (?) من الله لهذه الأمة .. ولكل فرد منها .. لم يكن بينه وبن أصحابه حواجز ولا حرس .. (كان - صلى الله عليه وسلم - لا يدفع عنه الناس، ولا يضربوا عنه) (?)، ومن رحمته وتواضعه أن جاءه رجل فشعر ذلك الرجل بخوف ورعدة من لقائه - صلى الله عليه وسلم - .. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد) (?) .. ذلك اللحم المملح المجفّف في الهواء والشمس .. إذًا فلا داعي للخوف ولا للرعدة والانتفاض ..
وعلى عكس هذا الرجل كان هناك من الناس من يملك جرأة أكثر مما هو مطلوب مع هذا النبي المتواضع عليه السّلام .. فقد (كان لرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - سن من الإبل فجاء يتقاضاه) (?) (فأغلظ (?) .. فهمَّ به أصحابه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا. ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: أعطوه سنًا مثل سنه) (?) (فطلبوا سِنَّهُ فلم يجدوا إلا سنًا فوقها (?)، فقال: أعطوه.