الجنّة .. نحو الله .. فحب الله متشعب في كل خلاياه ومشاعره .. وهو بحاجة إلى الله أكثر من حاجة بناته إليه .. هكذا نتأمل هذا الشيخ .. وهذه الطريقة نتحسّس بعض سرّه وسر حفاوة الله به.

والد جابر ورفاقه الآن أحياء عند ربّهم يرزقون .. قال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (?).

سأل الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معنى هذه الآية .. عن تلك الحياة الفسيحة التي ينعم بها الشهداء .. وعن ذلك الكرم الإلهي المدهش .. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سألنا عن ذلك فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلّقة بالعرش، تسرح من الجنّة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطّلاعة فقال: هل تشتهون شيئًا؟ فقالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنّة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب .. نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا) (?)، وقال أحد الصحابة رضي الله عنهم: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لما أصيب إخوانكم بأُحُد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنّة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم، قالوا: ياليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ: أنا أبلّغهم عنكم، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ هؤلاء الآيات: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015