يحدّثنا عن ذلك أحد الذين لم يحضروا المعركة، لكنه حضر إلى أرضها بعد انتهائها .. وشاهد عمليات التكفين والدفن .. إنه ذلك الشاب الذي كانت دموعه تتساقط كالمطر على وجه أبيه- الشهيد .. إنه جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما، وهو يقول:

(لما قتل أبي يوم أحد، جعلت أكشف عن وجهه وأبكي، وجعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهوني وهو لا ينهاني، وجعلت عمّتي تبكيه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تبكيه أو لا تبكيه مازالت الملائكة تظلّله بأجنحتها حتى رفعتموه) (?)، ثم (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أُحُد في ثوب واحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحد قدّمه في اللحد، وقال - صلى الله عليه وسلم -: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصلّ عليهم ولم يغسلهم) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015