مفتونين، اللهمّ قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك، اللهمّ اجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهمّ قاتل "كفرة أهل الكتاب" إله الحق) (?).
هدأت الأنفس مع الله .. واطمأنت الأرواح بهذا الدعاء .. فالأمر لله من قبل ومن بعد .. ولا رادّ لقضائه .. لله خرجوا وبه قاتلوا .. والحمد لله على كل حال .. تهادى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه خلف ذلك الرجل الأعزل الذي مشى أمامهم ليدلّهم على مقتل حمزة .. مشى الرجل (حتى وقف على حمزة، فرآه قد بقر بطنه، وقد مُثّل به، فقال: يا رسول الله .. مثّل به والله، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينظر إليه) (?) (وقد جدع ومُثّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى تأكله العافية، فيحشر من بطونها) (?) أي من بطون الوحوش ..
وصفية هذه التي خاف عليها - صلى الله عليه وسلم - هي عمّته .. صفية بنت عبد المطلب .. وهي شقيقة حمزة وأم الزبير بن العوام .. وهي المقصودة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع) (?) .. (ثم