إذًا فقد (كان شريك النبي -صلى الله عليه وسلم- .. في التجارة) (?) وكان عنوان تجارته هو: الأمانة وإلا لما لقب بالأمين .. أصبح لدى محمد مال .. فاشترى عبدًا اسمه زيد بن حارثة (?) لكنه لم يعامله معاملة غيره لعبيدهم .. كان زيد كالابن لمحمد .. بل سماه زيد بن محمد .. أدب وتحضر وأخلاق عذبة.

لقد أجلّه الجميع .. واحترمه الجميع .. وأحبه كل من عرفه .. ولم يقتصر هذا الحب على احتلال القلوب .. لقد انداح في كل اتجاه حتى لقد أحبته الأشجار والأحجار:

حتى الحجارة تحبه

حجارة صماء في مكة كانت تسلم عليه إذا مر بها .. فكان يحمل ذكراها في قلبه ويحدث بها أصحابه .. يحدثهم عن ذلك الحب فيقول: (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث) (?).

إن للكون الصامت حولنا من التراتيل والصلوات بقدر ما نشهده من صمت وسكون .. لكن الكون يريد قلبًا .. يريد عقلًا ليكتشف ذلك المعبد فيه .. وهب الله ذلك الحجر لغة الإنسان فكلم محمدًا .. أم وهب محمدًا إدراكًا ليفهم لغة الحجر .. فكان ذلك السلام .. وكان ذلك الحب الذي بدأ بين محمد -صلى الله عليه وسلم- ومكة .. وانتهى بمحمد وما وراء مكة .. أشياء غريبة تحدث لا يجد لها تفسيرًا .. فيلجأ إلى حبيبته خديجة .. إلى قلبها الحنون فيقول يا خديجة: (إني أرى ضوءًا، وأسمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015