(كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أُحُد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسيفين، ويقول: أنا أسد الله) (?) .. كان حمزة يحزّ الرقاب .. ويذل الطغاة .. فهم يتساقطون أمامه .. لا شيء يصمد في وجهه .. لم يترك فرصة لأحد كى ينال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ولم يترك فرصة لأحد لينال منه .. حتى ذلك البعيد عنه .. الذي لم يشترك في القتال .. ولم يحمل سيفًا للدفاع حتى عن نفسه .. ذلك الأسمر الذي يراقب حمزة وحربته بيده لم يجد -حتى الآن- فرصة للإجهاز عليه .. وهو لا يجسر على اقتحام أهوال حمزة وجحيمه .. إنه يقول: إنني (انظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس كأنه الجمل الأورق يهدّ الناس بسيفه هدًّا .. ما يقوم له شيء) (?)، وما يجرؤ أحد من قريش على التصدّي لهذا الحتف الذي يصرخ: أنا أسد الله.
لقد فرّق حمزة والأسود معه جمع قريش ومزّقوهم .. إنهم يهربون ينهزمون خلف الصخور ووراء الجبال .. ها هو الزبير يلاحق فلولهم