النبي - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أُحد فقال: ارم فداك أبي وأمي) (?) .. كان سعد يمتع ناظري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. بل ويضحكه .. يقول رضي الله عنه: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ارم فداك أبي وأمي، فترعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه، فسقط فانكشفت عورته، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نظرت إلى نواجذه) (?) ولم يكتف سعد بالرماية بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. لقد كان فارسًا يفتك بمن أمامه .. لقد استجاب الله له فلقي كما تمني: (رجلًا شديدًا حرده أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه) (?) .. لكن ماذا عن عبد الله بن جحش هل استجاب الله لدعائه؟ ليس بعد .. فهو مازال يجالد بسيفه ويجتثّ من يواجه من المشركين .. لم ننس رامي النبى - صلى الله عليه وسلم - الآخر .. إنه أبو طلحة (كان راميًا شديد النزع كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثة، وكان الرجل يمرّ معه الجعبة من النبل، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انثرها لأبي طلحة، ثم يشرف إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمى، لا تشرف .. ألا يصيبك سهم، نحري دون نحرك) (?).

ماهت الأرواح بالأرواح في جلاد يزهق الأرواح .. نبي قائد يفدي جنوده بأمّه وأبيه .. وجنود يفدون نبيّهم بأمّهاتهم وآبائهم وأرواحهم .. كانت الصدور درعًا دونه - صلى الله عليه وسلم - .. حتى الملائكة كانت درعًا دونه - صلى الله عليه وسلم - .. يقول سعد بن أبي وقاص: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015