وكانت امرأة مليحة العينن، فيها صغر، فكانت معه حتى ولد له بني، وكان يحبه أبو طلحة حبًا شديدًا، ومرض الصبي "مرضًا شديدًا" وتواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له، "فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ، ويأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي معه، ويكون معه إلى قريب من نصف النهار، ويجيء ويقيل ويأكل، فإذا صلى الظهر تهيّأ وذهب، فلم يجيء إلى صلاة العتمة".

فانطلق أبو طلحة عشية إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعينّ إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا الذي أنعاه له، فهيأت الصبي "فسجت عليه" ووضعته "في جانب البيت"، وجاء أبو طلحة من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل عليها، "ومعه ناس من أهل المسجد من أصحابه" (?). فقال: كيف ابني؟ فقال: يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة, "وأرجو أن يكون قد استراح"، فأتته بعشائه "فقربته إليهم فتعشوا، وخرج القوم"، "فقام إلى فراشه فوضع رأسه" ثم قامت فتطيبت "وتصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك"، "ثم جاءت حتى دخلت معه الفراش، فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل مع أهله"، "فلما كان آخر الليل" قالت: يا أبا طلحة .. أرأيت لو أن قومًا أعاروا قومًا عارية لهم، فسألوهم إيَّاها، أكان لهم أن يمنعوهم؟ فقال: لا. قالت: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه، فاحتسب واصبر. فغضب ثم قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015