والأسرى .. وبيته الحزين على رقية .. وعلى زينب البعيدة بين جبال مكة .. يا له من شوق حمله - صلى الله عليه وسلم - إلى زوجها وابن خالتها أبي العاص بن الربيع .. إنه الآن بين الأسرى ولا أدري في أي حجرة هو .. لكن شوق النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ريحانته زينب يأخذه إلى حيث يقبع أبو العاص ليحدثه في شأن زينب فلا يتركه حتى (أخذ عليه أو وعده أن يخلي سبيل زينب إليه) (?) ولكن هذا لا يعني أن يعفى زوج ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفداء .. فهو أحد الأسرى ولا فرق بينه وبينهم .. وما طلبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - منه كان طلبًا شخصيًا لا علاقة له بالحرب .. فزينب هي ابنة خديجة بنت خويلد .. وأبو العاص هو ابن هالة بنت خويلد .. هالة التي كان تحلق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أجواء من الذكريات الحبيبة .. فتثير المغيرة في قلب الشابة عائشة رضي الله عنها .. تحدثنا أم المؤمنين عن غيرتها فتقول:

(استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرف استئذان خديجة .. فارتاع .. فقال: اللَّهم هالة! فغرت) (?) ..

وسوف ينقذ أبو العاص ويفي بوعده .. فهو رجل كريم حسن الخلق وإلا لما زوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته وريحانته ..

غادر - صلى الله عليه وسلم - أبا العاص بن الربيع إلى أصحابه .. وتحدث معهم ذات يوم عن الأسرى .. فجرى الحديث على ذكر أحد شيوخ قريش في الأسر .. فكانت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015