وقد توعده بالموت وهو يدرك خطورة وعيده - صلى الله عليه وسلم - لذلك اشترى تلك الراحلة ليهرب عندما يلوح الخطر .. لكن الذي لاح لأميه لم يكن الخطر .. إنه شيء أكثر خطورة .. إنه بلال وقد (كان هو الذي يعذب بلالًا في مكة على الإِسلام) (?).

ثم إن بني عبد المطلب دافعوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وشاركوه في المعاناة في الشُّعب .. لم يشذ عن هؤلاء الكرام إلا شرير يُسمى (أبو لهب) وهو لم يحضر إلى أرض المعركة .. ربما كان مريضًا .. وقد أسر بالاضافة إلى العباس وعقيل زوج حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. زوج ابنته زينب التي كانت كارهة لخروج زوجها .. وخائفة على دينها ونبيها وأبيها - صلى الله عليه وسلم - .. وقد كان من السهل أسر هؤلاء الثلاثة فهم لا يشعرون في أعماقهم بأي دافع لهذه المعركة سوى عنجهية أبي جهل وغطرسته ..

أين أبو جهل

أبو جهل!! أين أبو جهل يا ترى؟ إنه ليس بين القتلى ولا بين الأسرى والحبال ..

أين أبو جهل

ذلك المجرم .. الذي رفض الإِسلام حسدًا لأن النبوة لم تكن في بيته .. أين الطاغوت الذي أخرج قريشا وهي كارهة لترقص حوله وهو يشرب الخمر .. ؟ إنه ليس بين القتلى ولا بين الأسرى .. لذلك (أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلتمس في القتلى) (?) وقال لأصحابه: (من ينظر ما صنع أبو جهل) (?)