ما أنتما بأقوى مني .. ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما) (?).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقطع المسافات مشيًا رغم وجود من يبذل روحه فداءً لتلك الخطوات الشريفة .. لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه .. ويطمع مثلهم بالأجر من عند الله .. يشفق على أصحابه ويرأف بهم .. ويحنو عليهم.

لقد رق لمنظرهم وهم يتعاقبون .. ورق لحالهم وهم يتساقطون من التعب والجوع وطول السفر .. فاتجه إلى أرحم الراحمين يستمطره رحمة لهؤلاء المساكين .. ابتهل ... لهج بقلبه ولسانه وقال:

(اللَّهم إنهم عراة فاكسهم .. اللَّهم إنهم جياع فأشبعهم) (?).

دعاء يقطر رحمةً وشفقة .. وحالة أصحابٍ يرثى لها .. وظرف صعب يفاجئ القافلة المؤمنة .. وعدو كشر عن أنيابه وسيوفه وحقده .. ومع ذلك كله لم تخف القلة المؤمنة ولم ترتجف .. لكن هناك من كره لقاء قريش بهذا الاستعداد الضعيف .. فما للقتال خرجوا .. وما لهذه الجموع احتسبوا .. لقد خرجوا يريدون مالًا لهم في قافلة .. فصاروا أمام جيش متأهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015